أَ أَذْكُرُكِ .. ؟!
وَ لَمْ أَنْسَ جُمُوحَ غَرَامِنَا يَوْمًا ,
وَ أَنْتِ لِلْحِجَا صِنْوٌ يُنَاغِمُ نَوْبَةَ الفِكَرِ ,
أَيَا عُمْرًا تَهَدَّى فَوْقَ أَزْمِنَتِي .. لِيَبْلُوَنِي ,
وَ يُرْدِينِي وَ خَفَّاقِي حَيَارَى فِي ذُرَى الصَّبْرِ .
أَ أَذْكُرُكِ .. ؟!
وَ مِنْكِ الحَرْفُ مَنْبَعُهُ ,
وَ قِرْطَاسِي وَ مَحْبَرَتِي ,
وَ هَمٌّ عَارَكَ اللُّغَةَ ,
وَ تِيهٌ سَادَ بُوصِلَتِي .
أَ أَذْكُرُكِ .. ؟!
وَ أَنْتِ مُذْ عَرَفْنَاكِ إِلَيْكِ القَلْبُ فِي وَلَهٍ يُؤَرْجِحُنِي ,
وَ يَذْرَحُنِي إِلَيْكِ الشَّوْقُ مُنْتَشِيًا ,
وَ يُحْيِينِي وَ يَدْفُنُنِي وَ يَكْتُبُ ضِمْنَ شَاهِدَتِي :
هُنَا يَغْفُو قَتِيلُ الحُبِّ وَ الأَسْرِ .. !!
II
أَ قَاتِلَتِي ؛
إِلَيْكِ الحَرْفَ أَنْظُمُهُ فَيَنْثُرَنِي ,
لِيُبْدِيَ حِينَ تَشْطُرُنِي شَقَاوَتُهُ ..
حَكَايَا الرُّوحِ وَ الجَسَد ِ .
أَ قَاتِلَتِي ؛
أَنَا طَيْفٌ يُدَاعِبُ رَعْشَةَ العَذْرَاءِ ..
يُلْهِمُهَا مَعَانِي الحُلْمَ وَ الرُؤْيَا ,
وَ مَا كَانَ الهَوَى إِلاَّ كَمَا بَعَثَتْهُ أَشْعَارِي .
فَقَدْ قَالَ الأُلَى عَشِقُوا :
بِأَنَّ الحُبَّ فِي حَرْفٍ يُفَسِّرُهُ ,
وَ فِي عَقْلٍ يُدِيمُ عَلَيْهِ رَوْنَقَهُ ,
وَ فِي نَارٍ تُؤَجِّجُهُ .
وَ قَدْ قَالُوا :
بِأَنَّ الحُبَّ خُطْوَاتٌ إِلَى (إِرَمَ) أَوْ القَبْرِ ,
وَ قَدْ قَالُوا بِأَنَّ الحُبَّ قَدْ يَصْحُو :
(عَلَى حَرْفَيْنِ مُنْخَلِعَيْنِ مِنْ جِذْعٍ وَ سَاقِيَةٍ
لِرَبِّ النَّحْرْ) * .. !!
.
وَ قَدْ قُلْتُ بِأَنَّ الحُبَّ :
عَرْبَدَةٌ ؛
جُنُونٌ فِي قَصِيدَتِنَا ,
وَ شَوْقٌ فِي سَرِيرَتِنَا , وَ نُعْلِنُهُ :
إِلَى شَفَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ وَ مِنْ خَمرِ ,
إِلَى نَهْدٍ كَمَا الأَوْثَانُ هَيْبَتُهُ بِعَصْرِ الجَهْلِ وَ الكُفْرِ ,
إِلَى رُوحٍ تُدَنْدِنُ فِي تَجَلِّيهَا تَرَاتِيلِي وَ لاَ تَدْرِي .. !!
III
أَخَافُ عَلَيْكِ يَا قَمَرِي ؛
مِنَ الظَّلْمَاءِ وَ السَّهَرِ .
أَخَافُ عَلَيْكِ أَنْ تَبْلَى دَوَاخِلُكِ بِمَا فِي العَصْرِ مِنْ عَهْرِ .
أَخَافُ عَلَيْكِ فَاتِنَتِي بِأَنْ تَسْلُوْ بَرِيقَ السِّحْرِ عَيْنَاكِ ,
وَ أَنْ يَخْبُوْ ضِرَامُ العِشْقِ فِي قَلْبَكْ ,
فَهَلْ تَبْدُوْ أَغَانِي العِشْقِ بَاهِتَةً ..
بِلاَ لَحْنٍ .. بِلاَ وَتَرِ .. !؟
أَخَافُ عَلَيْكِ يَاحُلُمًا تَزَاوَجَ فِي حَشَا الغَيْمِ وَ أنْتَجَ قَطْرةَ الطُّهْرِ ..
فَمَا كَانَتْ سَّرَايَا الغَيْمِ _ فَاتِنَتِي _ سِوَى بَعْضَكْ .
أَخَافُ عَلَيْكِ مِنْ غَضَبٍ يُسَاوِرُنِي كَإِعْصَارٍ ,
وَ مِنْ عَصْفٍ يُبَعْثِرُنِي وَ إِيَّاكِ ,
وَ مِنْ حُزْنٍ ؛
كَأَضْغَاثٍ بِأَرْضِ الحُلْمِ لاَ تُبْقِي عَلَى قَدَرِ .. !!
.
.
.
مِمَا راق لِي
لِ سعد الياسِري