.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية دراسة الأدب العربي في المرحلة الثانوية:
1- الأهمية النفسية:
للأدب أهميته النفسية للإنسان "فالأدب يستطيع أن يرفع الإنسان من التمزق والتشتت إلى الوحدة والتكامل، ويمكنه من فهم وتحمل واقعه والتصميم على التغيير للأفضل". (إرنست فيشر 22، 67)
وتتمثل أهمية الأدب بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية من الناحية النفسية في أنه يعينهم على:
- الشعور بالراحة النفسية عند قراءة أو معايشة الأدب الجميل الذي يبعث في نفس القارئ سعادة بالغة لا يذوقها إلا من يشرب من كأس الأدب الهادف الممتع ،فيعيره الأدب جناحين ليحلق بهما في سمائه.
- تحول نفسية القارئ المضطربة القلقة عند قراءة الأدب- الذي يهتم بالتناسق بين جزئيات العمل الأدبي والتناغم بينها-إلى نظام متناسق مع الكون،ونفس تتسم بالرضا.(سلوى شاهين صـــ44، 45).
- الأدب مصدر إشباع للرغبة في المعرفة، فهو يحمل صوراً من الحياة قد لا توجد في بيئة الطالب؛ لذا فهو يشبع حاجات الطلاب النفسية والوجدانية، ويحقق لديهم الاستمتاع بما في نصوصه الأدبية من موسيقى (داخلية وخارجية)، وجمالٍ له تأثيره في النفوس،حيث ينبعث من المشاعر والأحاسيس الجميلة التي تتأنق في أثواب من الصور والخيال والمعاني التي تهذب الطباع، وتوقظ العاطفة وتترك آثاراً في النفس تظلُّ بصماتها لتظهر في حياة الطالب السلوكية.
- علاج بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الطلاب كالخجل، والتلعثم، والتردد، والانطواء، والاكتئاب، والإحساس بالفشل، وعدم الثقة في الذات،ونقص التجربة والخبرة.
-"يمثل الأدب وسيلة تسهم في تحقيق التوازن بين "الأنا" و "والآخر" ويسهم في الكشف عن جوانب غامضة في الواقع".(كريم الوائلي صـــ74).
- ملء أوقات فراغ الطالب بما هو مفيد، ومجدد لنشاطه الذهني وباعث له على الإفادة والمحاكاة لما يقرأ والنسج على منواله مما يوقظ المواهب وينميها.
2- الأهمية اللغوية:
تتمثل أهمية الأدب بالنسبة للطلاب من الناحية اللغوية في أنه يعمل على:
- تنمية قدرة الطالب على استخدام اللغة العربية استخداماً صحيحاً في حياته العملية.
- تنمية الثروة اللغوية للطلاب وإمدادهم بألفاظ وأساليب وتراكيب ومعانٍ وأفكار جديدة.
- "تدريب الطالب على استنتاج الأحكام الأدبية من النصوص بطريقة ذاتية تلقائية ." محمود رشدي خاطر صــ163.
- معايشة الثقافة العربية، مما يدفع الطالب إلى البحث عن المزيد من في أمهات كتب الأدب، وهذا يُنمِّي لديه حب القراءة وزيادة الانتماء للغة العربية وللعروبة،ومعرفة مكانة الأدب العربي بين آداب الشعوب.
- تعويد الطلاب على حسن الإلقاء وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وتنويع نبرات الصوت ما بين الصعود والهبوط، وتمثل الحركة النفسية للمبدع في الشعر والنثر.
- تنمية بعض مهارات الكتابة الإبداعية لدى الطلاب،وتنمية قدرتهم على التخيل،حيث يفيد الطلاب من خيال المبدعين وأفكارهم ويحاولون محاكاتها.
_ إذكاء الحاسة النقدية لدى الطالب،مما يجعله أكثر إلماما ًبقواعد اللغة وحرصاً على سلامتها نطقاً وكتابة فيما يقرأ أو يسمع من كتابة.
- الأهمية التذوقية:وهي تتم الناحية اللغوية،وتتمثل أهمية الأدب بالنسبة للطلاب من الناحية التذوقية في أنه يسهم في :
- تنمية الميل إلى حبِّ الجمال وتقديره، والتمتع به ؛لأن الأدب أحد مواد تذوق الجمال،كما أنه معرض فني تشبع صوره الميول الفنية وتذكي حاسة تقدير الجمال في النفوس. (علي مدكور صــ197 ، 199).
_تنمية الحاسة الفنية(التذوقية والنقدية)لدى الطالب التي تمكنه من تجعله يقبل على دراسة وتذوق الأدب
3- الأهمية الاجتماعية:
تتمثل أهمية الأدب بالنسبة للطلاب من الناحية الاجتماعية في أنه يساهم في:
- بناء شخصية الطالب وغرس القيم والمبادئ والاتجاهات الإيجابية والمبادئ السامية في نفسه الطالب من خلال وعيه بهذه المثل والأخلاقيات التي يتضمنها الأدب..
- تحقيق الطالب للمشاركة الوجدانية مع الآخرين عند قراءة الأدب ،فيشعر الطالب بهموم الآخرين فيفرح لفرحهم،ويحزن لحزنهم ويصنع خياله حياة اجتماعية يشارك فيها الآخرين ويعيش معهم.
- تعريف الطالب بالتراث العربي بما يتضمنه من أمجاد وبطولات أجداده، وشجاعة وبسالة الإنسان العربي وأنفته وعزة نفسه وأخلاقه التي يتمثلها الطالب في حياته ويعتز بها.
- إمداد الطالب القارئ بالفكر،وتنمية القيم الروحية والخلقية والإنسانية، وتعريفه بقضايا أمته وعصره،وتراث أمته مما يحفظ عليه أصالته،كما يمده الأدب بمتعة لا تنتهي، وهي متعة كشف المجهول، فالقارئ يمر بتجارب، ومهما كانت ثرية فإنه لا يستغني عن تجارب الآخرين التي تكشف له عن جوانب في الحياة وفي ذاته كان يجهلها، وتصل به تجاوز الفردية وتحقيق ذاته والتواصل مع الآخرين.
د/ راضي فوزي حنفي
كلية التربية - جامعة الحدود الشمالية
.
.